ما ان دخلت البيت حتى سمعت صوت الهاتف رددت فجائني صوته
مياس
نعم
هل وصلت
نعم
اردت فقط ان اطمئن عليك
لاعليك
لقد خفت عليك كثيرا
لا باس فانا معتادة على الذهاب والعودة يوميا الى الكلية مشيا
يعني لم يكن عارضا ذهابك اليوم من هذا الطريق
لالالافانا رياضتي المشي
سكت قليلاثم جاءني صوته كأنه به خيبة امل وقال
حسنا ...حسنا اذهبي وابدلي ملابسك المبتلة
دخلت الى البيت وجدت العائلة تحلقت حول المدفأة وقد وضعت امي عليها الكستناء لتشويها .....خلعت حذائي المبتل وحملته ودخلت ما ان راتني امي شهقت
هل عدتي ماشية
هززت راسي وانا ابتسم ابتسامة مرتجفة وقلت وانا اركض نحو المدفاة لاستمد منها دفأها
رياضة رياضة ما بالك
رياضة ...ان مرضتي يامياس لن اخذك الى الطبيب
تناولت اغراضي وذهبت الى غرفتي
جلست على المقعد في غرفتي بل تهاويت يا للقسوة كم تمنيت ان تقول لي انتحيت بذلك الشارع لاجلك او للتحدث معك ...لا ادري اهو غباء منها ام دلال ام انها لاتشعر بي اصلا ....مددت يدي الى المسجل القريب من سريري وضغطت على زر التشغل فجاءني صوت عبد الوهاب
احبو مهما اشوف منو
ومهما الناس قالت عنو
ضحكت ...بل قهقهت بصوت مرتفع لكن ضحكتي اخفت خلفها الم وحسرة لقد حاكت هذه الاغنية حالي ولوعتي بما يحدث لي مع مياس
لماذااستاجر لي سيارة ....لماذا لم يبقى معي ...كم تمنيت ان اقف معه اكثر واتحدث اليه وانظر بعينيه الساحرة ..والنونه التي بدقنه ...لماذا لم يقف معي الم يقل لي مرة انه يحب المطر .يبدو كبيرا ...كبيرا جدا وماذا في ذلك ان يكون الرجل كبيرا فذاك قمة الرومانسية والعطاء في الحب ...كم احب ان اتزوج من رجل بيني وبينه عشر سنوات واكثر فذاك قمه النضوج العقلي له وو...و..لم اشعر بنفسي فقد غفوت لشدة التعب ...................................................
لافيق بعد حوالي ساعتين اوثلاثة لا ادري بالضبط ..افقت وانا ارتجف بردا واسناني تصطك ببعضها حاولت ان الملم نفسي لم استطيع او ان اتناول غطاء فوق غطائي لم اجد ...او ان اقوم من مكاني لم استطيع ....تحاملت على نفسي ونهضت ببطء شديد وانا ارتجف كان الظلام يلف البيت فقد غطو بنوم عميق لم اشعر بنفسي الا وانا ادخل الى غرفة امي وابي ودون استأذان فزع ابي من نومه واضاء الضؤ
مياس ...؟مابك يا ابنتي
لم اشعر ماذا حدث بعدها ..........................
لماذا هي تتصرف معي هكذا اترى كل بنات حواء هكذا لا يردن غير العبث بالمشاعر لماذا ماعادت تتصل كالسابق هل تكدرت مني لانني استاجرت لها سيارة ؟؟لكن خفت عليه من متطفل ان يؤذبها وهي بهذا الشارع المعتم الخالي من الناس كما انها كانت شاحبة و.... اخشى ان يكون قد اصابها مكروه
يومان
ثلاثة
خمسة
اسبوع عشر ايام
وانا لم اسمع صوتها حتى الشارع الذي قالت انها تذهب من خلاله الى الكلية مررت به ولم اراها
وهذه عشر ايام اخر
عشرون يوما لم تتصل
رن الهاتف
الو
جائني صوت ضعيف لم اميزه
الو
وركزت اكثرقالت بلهجة بلاد الشام والتي لاتخلو من الغنج
كيفك
قلت صارخا وبصوت عصبي
اين انت اين انت اين غيابك هذا لماذا لم تقولي ان هناك من ينتظرني ام انك
وسكت لا ادري لم هذا الكلام الذي لاداعي له فهي طلبت ان نكون اصدقاء فقط والصديق قد يشغله بعض مشاغله فقلت
مياس انا هذه الايام مزاجي عصبي عندي مشاكل في العمل ولا احب ابدا ان تسمعي مني كلمة قد تضايقك
كما تشاء
خبات راسي بوسادتي وبكيت ...بكيت ...بكيت كما لم ابكي من قبل ...شعرت بقسوته ...خفت منه كثيرا من صوته العالي من عصبيته ....لماذ يصرخ بي هكذا ..
اليوم الاول
لتعرف حدودها جيدا اتظن انني قد اركع عند قدميها
اليوم الثاني
لم تخلق المرأة التي تلوي ذراعي خلف ظهري
اليوم الثالث
انها لادبها الجم لم ترد على عصبيتي
اليوم الرابع
لماذا اتصرف معها هكذا
اليوم الخامس
مياس اشتقت لك
اليوم السابع
ذهب الى الكلية ليراها او يطيب خاطرها لم يراها ذهب الى صديقه وساله عنها قال له
مريضة منذ شهر
مابها
التهاب في الرئة وقد بقيت بالعناية الحثيثة اكثر من اسبوعين وقبل يومين فقط سمح الطبيب بزيارتها وهاهم زملاؤها ذاهبين لها
في بعض الاحيان اشعر بانني غبي ...غبي كبير بل ملك مملكة الغباء
مساءا عندما هبط الظلام اشتريت لها باقة ورد وذهبت الى المستشفى سالت الممرضة المسؤولة عن القسم ان كان احد عندها فقالت لا لان الزيارة انتهت وانها بلا مرافق فنقدتها بعض من المال وقلت لها
ابنه اخي وانا عائد تو من جبهة القتال واريد ان اراها
فسمحت لي بذلك
كانت الاضاءة خافتة وهي بالغرفة وحيدة تغط بنوم عميق وجهها ممتقع شاحب بلون المفارش البيضاء التي على السرير
شعرت انها منومة فلن تفيق لو ايقظتها جلست جانبها كم رأفت لضعفها ولسؤ حالها مددت يدي اتلمس وجهها ...عينيها شفتيها وانحنيت الى جبينها اقبله ....ولامست سبابتي شفتيها الناعمتين الرقيقتين ثم مددت يدي التقط يديها ...احتظنتها اولا ثم رفعتها الى شفتي اقبلها
مياس حبيبي ....ارجعي لي ارجعي ...ان تغيبي عني ماقد يحدث لي .؟ساموت لامحال مياس حبيبي
ودون عن ارادتي ادمعت عيني خوفا عليها عندما شعرت بها تتململ ....فتحت عينها شبه غافية نظرت الي ابتسمت وادارت وجهها الى الجهة الثانية وعادت الى نومها
احكمت غطاءها وخرجت بينما التقيت بالممرضة نفسها قالت
ها...هل اطمئنيت عليها
نعم شكرا
هل قلت لي انها ابنه اخيك
هززت راسي فقالت ضاحكة
لكنها شاميه وانت عراقي فكيف كان ذاك
ضحكت وقلت بسري حتى الكذب فاشل به وسمعتها تقول
انت تحبها ...اللهفة التي بعينيك عليها تؤكد ذلك
احبها نعم احبها هل في ذلك جرم هل عار علي ان احب بعد ان عشت حياتي كلها جذب وجفاف ..بعد ان ساعدت اخوتي جميعا على صعوبة الحياة فتزوج منهم من تزوج وعاش منهم السعادة من عاشها لابقى انا وحيدا بلا زواج ....خمس وثلاثون عاما هي سنين عمري عشتها بلا انيس غير هند وهذه مياس جاءت تطرق ابواب قلبي افلا افتحها لها وهي اهل للحب ؟؟نعم احبها ....نعم احبها وسابقى ماحييت
مياس
ويبقى للحديث معك بقية