خطوبتي ليحيى
اسبوعان مرت ولا ازال اشعر بالخجل الشديد منه
وبيوم كنت اجلس بغرفتي ارتب حاجياتي فبعد اسبوع فقط سيتم زفافي ليحيى عندما سمعت صوت هاتفي النقال
كانت رنا صديقتي في الكلية رددت عليها بلهفة وكانت هي الاخرى ثم فاجئتني بقولها
مياس هل تعرفين نزار الاحمد
اسقط مابيدي لدهشتي قلت بتردد
نعم ماباله
لا ابدا ..ابدا لكنه طلب رقمك الخاص
وماعلاقتك به
لا والله هو صديق لعائلة زوجي ...و...
لماذا اغار عليه كل هذه الغيرة ....وسمعتها تقول
ولقد عرف صدفة انك صديقتي فطلب رقمك بل توسل الي فهل اعطيه له ؟؟
سكت للحظة ثم قلت لها
نعم اعطه له
ثم سرعان ما انهت المكالمه بينما نار الغيرة اشتعلت بقلبي
مالذي جعله يحادثها ...و...سمعت صوت الهاتف وكان رقمه فرددت بلهفة
نزار
ياعيون نزار ...ياروح نزار ...ياقلب نزار
ضحكت من قلبي
اموت ع ضحكتك انا
نزار ؟
حبيبي انا كيف صحتك
بخير وانت
مادام انني سمعت صوتك لابد ان اكون بخير
سكت قليلا ثم قال
اين كنت كل هذه الفترة
فشرحت له كيف تم سفري وكيف جئت الى بغداد ابحث عنه ولم اجده
كنت اصارع الموت يامياس
الحمد لله ع سلامتك
والله يامياس رايت الموت يمشي على جثث الرجال في ام قصرفي البصرة وكاد يفتك بي لكن نجاني الله
سمعته ينفث دخان سيكارته ثم يقول
لا ادري ربما رغبتي الشديد بالتمسك بالحياة والعودة لك
خفق قلبي وارتبكت وضاع مني كل الكلام لكني قلت له بارتباك
بل للجميع لاهلك واصدقائك ومحبيك
وانت يامياس
انا ماذا
انت التي رف لها قلبي
نزار
حبيب نزار
نزار ماذا تقول انت
مياس ارجعي
الى اين
الى بغداد
..........
لكنني
ماذا
لم استطيع ان اتكلم غلبتني دموعي
مياس ارجوك لا استطيع اسمع بكاؤك
حاولت ان اتماسك عندما سمعته يهمس باسمي
مياس ...
مياس ....
انا احبك يامياس
اجهشت بالبكاء وانهيت المكالمه دون ان اجيبه
حتى صباح اليوم التالي وانا اجلس القرفصاء باحد زوايا غرفتي لا ادري ما انا فاعلة ...ثم بحدود الساعة العاشرة صباحا سمعت الهاتف وكان خالي مهند
صباح الخير
اهلا خالي صباح الخير
مابال صوتك
........
مياس هل هناك شيئ
خالي اريدك بموضوع فتعال ارجوك
ماذا هل من شيئ ؟
سكت طويلا ثم فجرت القنبلة
انا عدلت بالزواج من يحيى
ماذا؟؟ولماذا
لا ادري
لا ادري ؟؟ها أنذا قادم
كان الهاتف لايزال بيدي عندما رن مرة ثانية وكان نزار
الو
هل هدأت الان
نزار
احبك
تاخرت كثيرا بالبوح
كان اولى بك ان تفهمي قدري حبي من خلال صمتي
وكيف لي ان اعرف وانت تعاملني كصغيرتك
ها قد قلتها ...صغيرتي
نفث دخان سيكارته بقوة
مياس كنت خائف عليك
مم ؟
مني... من عمري... من مجوني... من عربدتي فالنساء حولي كثيرات وقد كنت اخاف ان اجرفك لوحلهن
سكت قليلا ثم اكمل
كنت ارى بك رمز الطهر والعفه ..برائتك جعلتني اتروى قبل ان اخدش مسامعك بكلمه قد تجرحك
أكلمه احبك قد تجرحني ؟
سكت طويلا
مياس .........قد يصعب على الرجل اذا احب حبا حقيقيا ان يصرح بحبه
اختنقت بعبرتي ...كم تمنيت ان اسمع هذ الكلمه منه ...وكم اشعر بها الان
مياس ارجعي الى بغداد
كيف
قال ضاحكا
بالطيارة
ضحكت وقلت
اعلم بالطيارة ولكن
لا تخافي ...سارسل لابيك علية القوم لخطبتك
ن..ز ..ا..ر
لا تخافي
نزار لقد خطبت
سكت طويلا ثم
مياس قلبي لايحتمل دعابه او مزحة
والله انا خطبت لابن خالي وهو اصغر منك بعامين او ثلاث وهو ليس افضل منك بشيئ سوى انه تقدم لخطبتي قبلك
لزم صمته ثم جائني صوته ضعيف
هل احببته
بل احببتك انت
عاد لصمته ثم سمعته
وفقك الله وهناه بك
ثم سمعت صوت الزوال
انهرت فرميت نفسي على سريري باكيه عندما سمعت صوت جرس غرفتي يقرع نهضت بكسل لافتح الباب كان خالي مهند وخالي عمر وبعد جلوسنا سألاني عن ما حدث كنت اجيب باكية بانني لا اريد يحيى قال مهند
هل هناك مشكلة
لا
هل قال لك شيئ
لا
هل هو بخيل ...كثير الشك ....بلا اخلاق
لا ..لا ..لكني لا اريده
فقال صائحا بلا وعي منه
لماذا اذن اهو لعب اطفال
فقال عمر وهو لايزال محتفظا بهدؤه
اهدأ يامهند دعنا نرى مابها
ماذا بها ...لاشيئ بها سوى انها تتدلل
ثم اكمل موجها حديثه لي
اسمعي يابنت هذا الذي تريدن ان تخربي عليه فرحته هو يحيى وابيه ....اتعلمين من ...يحيى وابيه ...يحيى لعمري لم اعتبره ابن اخي بل اخي الرابع ومن يؤذيه كأنه أذاني انا شخصيا والويل لمن يجرؤ بذلك ....وفريد الذي افنى زهرة شبابه مع ابي لنصل لما نحن به كيف لي ان افعل مع من يكسر له اولى فرحته
نظرت اليه وقد كان يتطاير الشرر من عينيه غضبا لعصبيته
كل شيئ قسمة ونصيب ياخالي
كاد يضربني لولا حجز عمر له الذي هدأ الوضع وقال لي
مياس ...مالذي حدث بيوم وليلة لترفضي كل هذا الرفض
خفضت راسي وبكيت رغما عني فقال
هل هناك شخص اخر
هززت راسي بلا وعي مني
نعم انا احب شخص اخر
صاح مهند
يالوقاحتك ...والان تذكرته ؟؟
قال عمر
يامهند دعني اسمع منها وافهم
سردت لخالي قصتي مع نزار كان يستمع ويهز راسه
مياس هذا ليس حبا ...هذا انبهار
بل اني احبه بكل جوارحي
حسنا حب ....ودعينا نناقش هذا الحب بصوت مرتفع
نظرت بعينيه
لا اريد ان اناقشه اريده كما هو بعيوبه ..بحسناته ..بسيئاته
قال مهند
لاحول ولا قوة الا بالله ...لماذا وافقت اذن على يحيى
لم اكن اعلم ان نزار يبادلني كل هذا الحب لم يصرح لي بذلك
ولماذا لم تصرحي انت
خجلت
وهل حبك له مخجل
لا ....ثم انني خفت
مم؟
من ابي ان يرفضه
قال عمر وهو لايزال محتفظا بهدؤه
هون مربط الفرس من ماذا خفت
من ابي ان يرفضه
وهل تعتقدين ان ابو محمد قديوافق وقد فضضت خطبتك؟
قلت بصوت خافت
ساحاول
لن يرضى ...ابو محمد ابن عمي واعرف كيف هي طريقة تفكيره ..لن يوافق
سكت طويلا ثم قال عمر
مياس ...صراعك مع ذاتك ليس أوانه ......لاتحاولي ان توهمي نفسك بانك ضحية حب ما اكتمل نموه
نظرت اليه طويلا ثم وجدتني اقول له
حسنا انا اريد ان اسافر لبغداد لا اريد ان اتزوج
قال مهند وهو يضرب كفا بكف
تبدين لي لاتعرفين ماذا تريدين ان تفعلي
بل اريد العودة لبغداد لاهلي لن اتزوج لا هذا ولا ذاك
زفر عمر مابصدره وقد بدأ يكظم غيضه
حسنا ومن سيبلغ يحيى بقرارك ....انا لا استعداد عندي ان اخرب عليه فرحته
وقال مهند
ولا انا
قلت وقد دققت صدري
انا من يخبره
قبل ان انهي الكلمة شعرت بكف مهند تهوي على صدغي
صحيح انك وقحة وبلا اخلاق
صرخت بوجهه
لا تضربني ...من انت لتضربني ...ابي لم يضربني طوال حياته
كان عمر يحاول ان يهدء مهند الذي انهال علي بشتائم ثم قال
حسنا حسنا لتسافري لبغداد كما تشائين ...لكن انهي موضوعك مع يحيى قبل السفر ...وهذه الغرفة اتركيها الان وتعالي معي لبيت جدك وليكن سفرك قريب ...اليوم او بعد يومين
دخلنا بيت جدي وقد بدت اثار قنبلتي على الجميع ...انا ومهند وعمر ..كان هناك يحيى تسائل عما يجول بنا لكن اخوالي لزموا صمتهم فقلت له انا بعد ان تنحنحت
يحيى اريد ان اسافر الى بغداد
قال بهدؤ شديد
انا اعرف انه لمن الصعب عليك ان تتزوجي ولا يحضر من اهلك احد و.....
بل اريد ان اعيش في بغداد
نظر الي طويلا وكأنه شعر بثورتي ...وصراعي
والله يا مياس لاخذك الى هناك لكن اصبري قليلا
شعرت بغيض مهند الذي حمل احد الوسائد ورماها علي وهو يسب ويلعن قلت له
لاشان لك انت
فقام ناهضا
اه يابنت ال
صرخت بوجهه
لاتسب ابي
ثم التفت الى يحيى وبانفعال شديد جعل صوتي يخرج مهتزا
ساسافر يايحيى لن ابقى هنا ولا دقيقة واحدة
ودخلت احد الغرف
لماذا يحدث لي كل هذا ...لماذ يعترف الاخر بحبه بيوم تحضيري لزفافي ...ويحيى الى متى يظل يتصرف معي بهذا الرقي وهذا الادب ....
يومان مرا دون ان احرك ساكن اجلس القرفصاء باحد زوايا الغرفة لا اعرف كيف اتصرف ...ثم وجدتني اقول
يارب ....يارب ساعدني ان اخرج من مشكلتي هذه
ثم غفوت وانا اقول يا رب ساعدني
افقت بصباح اليوم الثا لث
دخلت الى الحمام اخذت شاور وارتديت ملابسي وذهبت الى شركة اخوالي ويحيى رايت عمر بغرفه مهند يتبادلان الحديث لم ادخل غرفتهما بل اتجهت مباشرة الى غرفة يحيى
ودخلا خلفي بلحظة قولي له اريد نقودا فناولني فيزا كارت خاصته قال عمر
ماحاجتك للمال
قلت بصوت خافت وانا خافضة راسي
لاشتري بضع حاجيات ولاقص شعري
ونظرت الى عمر وانا اكمل
استعداد ليوم زفافي
حسنا اعطيه الفيزا كارت انت مازلت ضمن مسؤوليتي وانا من ينفق عليك
قال يحيى وهو ينظر الي بهدؤ وابتسامه تعلو شفتيه
ولكن احب للمراة الشعر الطويل
لقد اعتد عليه قصيرا يغطي رقبتي فقط
كما تشائين
وخرجت لاسمع مهند يقول
الله يهديك
لشو ؟؟مجنونه انا
ضحك الجميع .....بعدها بساعة جاء يحيى ليأخذني من صالون الحلاقة وقد غطى شعري اكثر من نصف ظهري ...لم اقصصه سوى اطرافه
ويبقى للحديث بقية