لا ادري منذ متى بدأ يتسلسل الى حياتي بل الى ادق تفاصيلها ....استشيره بكثير من الامور ...وبالمقابل كان يستمع الي كثيرا حتى انني كنت اذا ما انهيت كلامي قلت له
هه سيدي ...مالك لاترد هل تسلل الملل اليك بحديثي ...ام انني مخطأة باختياري الموضوع ...ام طريقة تفكيري غير صائبة .
كان يتنحنح دائما ويقول
لا هذا ولا ذاك لكنك عندما تتكلمين احاول ان استمع اكثر فطريقة سردك تعجبني ...وصوتك يثير في كل مشاعري
كنت اضحك واقول
لا تقل ان الحب طرق بابك
كان يسكت طويلا دائما كلما تطرقت بحديثي عن الحب ثم يضحك ضحكة اقرب منها الى ابتسامةويقول
لا ياعمي شو جاب لجاب
ساخاصمك يوما
لا ارجوك هذا ما لا اقدر عليه
=================================
ان تذهبي ...
اضيع
ان تصمت ...اصاب بالصمم
ان تتركيني ...اصبح وحيدا ...كيتيم في مدينه كبيرة
مالذي جعلني اطرق بابك ...مالذي جعلني استمع الى حديثك مع زملائك ...مالذي جاء بي الى كليتك فاراك فاحبك كل هذا الحب والامر ان كان شرط قبولك لصداقتنا ان تكون صداقة صرفة فلا اتي بيوم واقول لك احبك ...اي عقل راجح هو عقلك
دعنا نحدد علاقتنا منذ البدء نحن اصدقاء ليس الا
من من بنات هذا الجيل قد تفكر تفكيرك الناضج هذا .....يوم قلت لي
ثلا ثة لا اتحدث بها ولا تحدثني بها
الجنس
السياسة
علاقاتك الغرامية
لم تشترط علي اي امرأة غيرك مالذي جعلني اسكت امام هذه الشروط ...وانفذ ...مالذي يسكتني ...
تسللت كاللص الى قلبي وجلستي ...وتربعتي دون ان تستأذني
تسللتي الى ادق تفاصيل حياتي حتى وجدتك بيني وثيابي ...بل بيني ونفسي الذي اتنفس ...صرت ادرك اي تفاهة لكل امرأة اعرفها وهي تحدثني بمواضيع قد لا تفهم معناها ولكن فقط لتسرد ......فقط لتصل لاشيائها ...لاقلبي بالتاكيد
كم امنى النفس انك ربما تفهمين قدر لوعي بك ولكن كيف لك ان تفهمي ونحن حتى هذه اللحظة لم تسمحي لي بلقاء ربما بعده تفهمي لو قراتي ما خبأه لك قلبي لو نظرت بعينيي
لا ادري منذ متى بدات اشعر بالغيرة من هند
وكلما ذكر اسمها امامي اشع بغصة بحلقي تخنقني
اترى لماذ هل هو الحب ؟؟التملك ؟؟
ماذا لا ادري
افقت هذا الصباح منكوش الشعر ...والذهن ...والفكر
ها المطر لكنه لم يمنعها من التحليق فوق الزهرات ركضت خلفها ولم انم ليلتي وانا افكر بمياس احببتها نعم احببتها رغم فارق السن بيننا ورغم اختلاف الجنسيات ورغم اني اعلم انني لن احصل عليها لان والدها سيرفضني وان وافق والدها فمن يضمن لي ان وزير الداخلية سيوافق على زواجي من عربية وهم الذين كانو وراء طلاق هند ..ورغم ذلك ..رغم النار وعلمي ان امامي نار ...مع ذلك ...احببتها ...
دخلت الحمام اخذت شاوار رغم برودة الماء لم اشعر به لا معنى للحياة لا معنى لاي شيئ وكل شيئ دون مياس
ارتديت ملابسي ومددت يد مرتجفة الىسيارتي اشغلها والاخرى الى مسجل السيارة لتصدح السيدة فيروز بحنجرتها الذهبية وهي تشدو
قديش كان في ناس
ع المفرق تنطر ناس
وتشتي الدني
شعرت برغبة شديدة للبكاء نظرت الى السماء الملبدة بالغيوم ربما هي ماطرة ...لكن سمائي متى ستمطر ...لا ادري
وحركت سيارتي وكعهدي بالمرور اليومي من امام بيتها صباحا ومساءا رايتها وقد خرجت من بيتها وتمشي كالبطة ..ترتدي زي الجامعة تنورة رصاصي وقميص ابيض وجاكيت ازرق كحلي تركت شعرها الاسود يغطي رقبتها وقد احاط وجهها الابيض الناعمه ملامحه ماكانت الا ملاكا يمشي الهوينا ...نظرت حولي فوجدت الشارع قد خلا من اهله الا من شجرات بيوت الاعظمية المتراقصة لنسمات الصباح المنذر بالمطر ...فتحت نافذة السيارة وقلت لها
صباح الخير
رفعت راسها نصف رفعة وكأنها تداركت بعد ان ميزت صوتي فاحتظنت كتبها اكثر وخفضت راسها اكثر ضحكت بسري كم احب هذا النوع من النساء الخجول الذي يغلبه حيائه عن وقاحة بعنجهية وسخف
مياس ..حبيبي هل اوصلك
اسرعت بخطاها
مياس ..حسنا ارفعي راسك لارى وجهك
مياس دعيني ارى عينيك
مياس حبيبي
لكنها لم ترضى ....تركتها وذهبت الى عملي ...والسيدة فيروز مازالت تغني ...وبدات قطرات المطر تتساقط وصلت الى عملي طلبت فنجال قهوة واشعلت سيكارتي عندما تذكرت شيئ انها لم تتجه الى محطة الباص او الشارع الرئيسي بل انتحت بشارع جانبي ....اتراها كانت تخشى ان يراها احد فارادت ان تكلمني جانبا ؟؟قفزت من خلف مكتبي وخرجت راكضا ربما الحق بها ربما استطيع ان اكلمها عدت الى نفس الشارع لم اجدها
المطر بدأ بالهطول اكثر
ذهبت الى المحطة لم اجدها
عدت الى الطريق الجانبي الذي سلكته لم اجدها
فقدت سيارتي في ذلك الحي العتيق من احياء بغداد متلفتا علي اراها !!!!!!!!!!!!!!حتى وصلت الى نهايته والذي يفصل عن كليتها شارع وقد بللها المطر ..ورايتها تعبر الشارع ثم تدخل كليتها
مياس ...اه ياحبيبتي
اه من غبائي كيف لم افهم كيف كيف
وبحدود الساعة الرابعة والنصف عصرا والسماء مازالت تطلق زغاريدها الى الارض بقطرات المطر الشذية رايتها تخرج من كليتها وتنتحي بذلك الشارع الجانبي لم تراني لكنني رايتها فاردت ان استدير لادخل ذلك الشارع الجانبي خلفها
ولان الجو ماطر كانت حركة السيارات بطيئة جدا ولم تكن هناك استدارة قريبة فما ان وصلت لذلك الشارع الذي هي به كانت قد وصلت منتصفه وقد هبط المساء وهذا الشارع تحديدا بالنهار يكون هادئ فكيف اذا كان مساء والجو ممطر اقتربت منها وفتحت نافذتي وارهفت السمع فقد كانت تدندن وكأنها وحدها بالعالم وسمعتها تقول
قديش كان في ناس
ع المفرق تنطر ناس
يا الله هذه الاغنية افتتحت بها نهاري كما افتتحت برؤياها
همست
مياس
فشهقت والتفتت وكأنها لم تتوقع رؤيتي
خفتي حبيبي
فمدت يدها الى شعرها المبلول ترفعه عن عينيها وخفضت راسها ...كان وجهها شاحبا مصفرا وكان لون الحياة قد سحب منه
تعالي اوصلك
قالت هامسة
شكرا
مياس الجو بارد وماطر
لكنها لم تنظر الي ومشت نزلت من سيارتي ولحقت بها ووقفت امامها
مياس
كانت تخفض راسها بشدة شعرت بحياءها وسمعت صوت اصطكاك اسنانها بعضها ببعض ..لا ادري ماسره اهو خوف ام برد ...ام ماذا
تحركت تريد ان تمشي قلت لها
لاوصلك فالجو بارد
سكتت قلت ضاحكا مداعبا
يالله لسانك الطويل الذي تعاكسيني به على التلفون هل رميته للقطة
ابتسمت ...بل ضحكت وابتعدت من امامي وراحت تعدو بالطرقات كفراشة وان بللامسكت كتفها دون ان تلفت الي فوقفت امامها وجدتها تصل لكتفي كم تمنيت ان احتضنها بهذه اللحظة واوشكت ان افعل لولا انني رايت ضؤ سيارة من بعيد سرعان ما اقتربت لتبدو سيارة تكسي فاشرت له فتوقف سائقها فاعطيته العنوان ونقدته اجرته وفتحت لها الباب وقلت لها قبل ان تدخل السيارة
ما ان تصلي البيت غيري هذه الملابس المبتلة
هزت راسها بالموافقة وهي لاتزال خفيضة الراس والعين
واشربي حساءا دافئا
هزت راسها
وارجوك لاتمشي بهذا الشارع مساءا
شعرت بحزنها لا ادري لماذا
وما ان استقرت بالسيارة واوشكت الانطلاق قلت لها عبر زجاج النافذة
مياس
ويبقى للحديث معك بقية