الرساله الاولى
تحدث هنا عن امراة عاشت طفولتها وصباها وبعضا من شبابها قريبا مني ولو تعذر علي رؤيتها وهي تجدل ضفائرها وتحمل حقيبتها المدرسية على كتفيها الصغيرين وتتوجه نحو مدرستها في بواكير تجربتها مع تلقي العلم او حتى وهي يافعة وصبية تحمل دفاترها وتسير بين اترابها من الكاعبات حديثا وهن يذهبن الى المدرسة المتوسطة او الاعدادية فانه لم ولن يكن صعبا علي التعرف عليها وهي تلج اسوار اخر المراحل الدراسية في كلية كنت اقصدها كلما سنحت الفرصة لذلك واقضي الساعات بين طلابها من المعارف والاصدقاء وربما ضمتنا بعض الجلسات المشتركة لزملاء واصدقاء على ما تذكر هي وانسى او اتناسى انا ذلك .
هذه المراة كان يمكن ان تمضي معي ومعها الحياة بنفس الطريقة التي سارت عليها في بدايتها لو لا ان يكون للشبكة العنكبوتية والـ( فيس بوك ) تحديدا رايا اخر وتعرفون ان من ميزة هذا المجال العنكبوتي هو البحث عن الاصدقاء او عرض صداقتك على الاخرين ورغم اننا حديثين عهد عليه الا انه كان من السهولة بحيث استطعنا ان نتعرف على اصدقاء كثر بسرعة ويسر وكانت هي من ضمن اصدقائي (الفيس بوكيين ) وبما ان بيت الفيس بوك لايغادر مناسبة لصديق الا وقام بتذكير اصدقائه الاخرين بها وهذه ميزة ايضا فقد كانت لي مناسبة وبما انها صديقتي فكان لزاما عليها كما رأت هي مشاركتي مناسبتي السعيدة وكانت امنياتها لي بهذه المناسبة تدل على معرفة اكيدة مما اثار دهشتي فشحذت ذاكرتي وتوسلتها فلم اجد في رفوفها اسما مشابه او قريب من اسمها فأعتبرتها مجاملة من اديبة ورددت عليها مع تلميح بأن وراء الاكمة كما يقول العرب معرفة او شيء من هذا القبيل ففهمت المرأة بذكائها حيرتي وتساؤلي لكنها وبقدرة المرأة على المناورة وتأجيل البوح الى وقت مناسب لم تثبت ولم تنفي فزادت حيرتي لكني قررت التزام الصمت والتحلي بالصبر الى ان يحدث شيئا يغير مسار علاقتي بها وحدث ذلك فعلا يوم كنت ارزم حقيبتي لسفر خارج البلد ووصلني بريد منها ( ايميل ) يحمل رواية كتبتها وطلبا بقرائتها وابداء رأي فيها وهنا وجدتها فرصة للتعرف عليها عن كثب واخبرتها بسفري ووعدتها بالقراءة بعد العودة ثم قمت بطبع ماتيسر من الرواية على الورق وحشوته بين اشياء سفري وهناك في تلك المدينة الحالمة ( عشق آباد ) عاصمة تركمانستان بدأت بمطالعة الصفحات في ساعات الليل المتاخرة . لكن ماذا وجدت ؟ ومن هي تلك المرأة التي اختفت خلف اسم اخر اصبحت به صديقتي على الفيس بوك واخفت اسمها الذي اعرف وابحث عن سبيل للتواصل معها على اساسه فيالغرابة الشبكة العنكبوتية ودهاء النساء وقدرتهن على الاختفاء حتى في الاماكن المكشوفة وصبرهن على اشياء وعدم البوح او التصريح بها لوقت طويل في حين يعجز اقوى الرجال عن الصبر عليها ولو لدقائق . في المكاشفة القادمة ساحدثكم عن شان اخر من شؤون علاقتي مع هذه المراة لكن بعد ان ترد علي بطريقتها الادبية الاخاذة الساحرة فلننتظر ردها معا .
سيدي الفاضل
بهذه الاغنيه ودعت بغداد.. وهي الاغنيه التي سمعتها عندما رايتك اول مرة منتظره حوتك المصفح بشركه العكيلي المنطلق من الصالحيه وكأن جراحاتي على بغداد بحاجه لمن يحركها فتبرعت السيده عفيفه اسكندر لتحرك الجمر من تحت الرماد فشهقت باكيه فراق بغداد بينما انت تقف على بعد امتار مني تشعل لفافة سكائرك من الاخرى وعينيك الشقيتين تكاد تليقيان على مسامعي قصيده من ديوان شناشيل بنت الجلبي لخالد الذكر بدر شاكر السياب
لم يكن سهلا علي فراق بغداد فقد ارتات العائله ان ترتحل الى عمان حتى تهدأزوبعه الفنجان ...لم تكن بفنجان بل زوبعه فقط على مر الايام انسل اخوتي الواحد تلو الاخر لابقى انا اخر من يوصد ابواب بيتنا في الاعظميه بعد ان زرت مرقد جدي موسى الكاظم مودعه بدموعي يابو الحاجات امانه برقبتك بغداد واهلها ثم عرجت على الامام الاعظم ابو حنيفه سيدي ومولاي اوصيك خيرا بالاعظميه ..واتجهت الى بيتي طرقت ابواب الجيران بيتا بيتا لاتنسو ان تسقوا اشجار الكاردينيا في بيتنا واشجار اللارنج لاتدعوها تموت عطشا اما تمرات النخيل فاجمعوها ولياكل منها الصبيه والاطفال في رمضان وهم يغنون ماجينا ياماجينا حلي الكيس واعطينا
وماذا قد تعطينا
اعطينا ياماجينا حب من بغداد
اعطينا ذكرى من جدائلها او عطرا او كلمات
كم عام مر منذ رايتك اول مره بشركه العكيلي
لياتي رمضان هذا فتعرفني بعد جهد وانا اقول لك
انا هي سيدي انا هي
تلك المراه التي جالستها بالحوت المصفح والتي بعثت بها طمئنينه لقربك هي انا
كم رمضان ذهب وعاد حاءنا هذا العام ليفتح كيسه بكلماتك واهات كنت انتظرها بقلب مكلوم وسؤال يردده خاطري
اتراه يذكرني
اتراه يعرفني
احمل هاتفي النقال اطلب رقمك في بغداداسمع صوتك عبر نفثك لدخان سكائرك
الو
الو
الو
لا اجيب
كان يكفيني ان اسمع صوتك او اسمع صوت الرد الالكتروني بان هاتفك مغلق او معطل فكلا الصوتين يطربني انت وبغداد
سيدي الفاضل
ايسمح لي وقتك ان اطرح عليك سؤال
هل للحب لوعه
او حرقه
او وجع
اه يا وجعي
اه ياوجعي ووجيعتي
سيدي انت الوجع والوجيعه
انت الوطن
انت الملاذ ولاملاذ غيرك
اه ياوجعي
لا لست وجعي
اه يا انا
فانت انا
اه يا انا اه يا انا
اتدري مايملاني حزنا بذاك اليوم العصيب عندما جئت لبيتنا مودعا وخرجت خلفك اوصلك لباب بيتنا يوم همست باذني ردانتي انا مسافر الى ليماسول .................
قلت لك يومها
وبغداد وانا ؟؟نحن بحاجتك
لماذا يومها اغمضت عينيك لماذا لم تنظر بعيني لكنت ساعتها عرفت وجعي ولغبائي سكت انا لماذا لم اتكلم يومها لما لم ابوح بلواعج القلب وما يحمل شغافه
سيدي لو اذنت لي بعد هذا اليوم ان لا اسكت ففجر شهرزاد قاد طال صمته والفلب ماعاد يحتمل حبه لذا استاذنك ان تسمح لي ان اكتب وان اردد على مسامعك ماخبأته ثنايا الفلب
سيدي الفاضل
ويبقى للحديث معك بقيه