تحظى رياضة اليوغا بإقبال شديد من قبل الكويتيين والكويتيات، الذين وجدوا في ممارستها خلاصاً من بعض المشكلات الصحية والنفسية، التي يعانون منها، ورغم أن هذه الرياضة كانت غير معلومة للعديد من الكويتيين، إلا أنها بدأت بالانتشار بشكل لافت، خصوصاً أنها تشكل الفرصة للسيدات الراغبات في الحصول على صحة جيده خالية من الأمراض. ولمعرفة حقيقة رياضة اليوغا، التقت «سيدتي» بالعديد من السيدات اللواتي يمارسن هذه الرياضة، لمعرفة سبب إقبالهن عليها.
من المعروف عن رياضة اليوغا أنها تساعد في شفاء العديد من الأمراض، ويؤكد هذا الكثير ممن مارسن هذه الرياضة، اللواتي أشرن إلى الدور الكبير الذي تلعبه اليوغا في تشكيل القوام المثالي للمرأة، خاصة بعد اعتراف الطب الحديث بمعظم النواحي الصحية لليوغا.
وعن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء اندفاع الكثير من الكويتيات لممارسة هذه الرياضة، تقول نور الوزان: لم أكن أعرف عن اليوغا في السابق سوى ما صورته لنا الأفلام المصرية القديمة من جلسة القرفصاء، التي كان يقوم بها بطل الفيلم لوقت طويل، دون أن يحرك ساكناً، إلى أن اصطحبتني صديقتي في إحدى المرات إلى حصص اليوغا التي كانت تمارسها، وشرحت لي الفوائد الكثيرة التي تمنحها هذه الرياضة، فأحببت أن أجربها علها تساعدني في القضاء على ارتفاع الحرارة الذي كان يلازمني دائماً، وبشكل أدهش الأطباء، الذين لم يستطيعوا أن يفسروا سببه، لكن حينما انتظمت في ممارسة اليوغا، بدأت أشعر بتحسن كبير، لم أكن أشعر به من قبل، وبسرعة قياسية استقرت حرارتي، ولم تعد ترتفع كما كانت في السابق، ومعها تخلصت من الأرق الذي عانيته، والآن أنا أستمتع بحياتى مع زوجى وابنتي، وأصبح زوجي يذكرني بمواعيد دروس اليوغا، بعد أن لاحظ النتائج المذهلة التي بدأت تظهر على صحتي بشكل عام.
الإقلاع عن التدخين
أما ريم عقيل، التي اتجهت لممارسة هذه الرياضة من خلال سماعها عن الفوائد الكثيرة لرياضة اليوغا، والتي أكدتها أكثر من صديقة لها، فتقول: الشيء الغريب الذي حصل لي بعد يوم من اشتراكي في اليوغا، أنني أصبحت لا أطيق شيئاً اسمه سجائر، بعد أن كنت مدمنة عليها، فأنا أدخن ما يقارب العلبتين من النوع الثقيل، وأشرب قهوة فور استيقاظي من النوم، وبطبيعة الحال لم أفهم أنا ومن حولي السبب الحقيقي الذي جعلني أشعر بهذا الشعور إلا عندما تحدثت مع مدربتي، التي قالت لى إن اليوغا حققت بداخلي الوعي الصحي الذي افتقدته طيلة عشر سنوات مضت.
وتقول نوف الحمدان، التي أدخلتها الصدفة إلى عالم اليوغا: على مدى ثلاث سنوات كان يلازمني شعور بالألم في الجانب الأيمن من الصدر والظهر، وكان الألم متواصلاً، ولم يفلح معه العلاج بالأدوية، إلا أن فترة الشهر التي قضيتها في ممارسة اليوغا، ساهمت في القضاء على الألم الذي كان يلازمني طوال هذه المدة، وتأكدت أن اليوغا هي السبب، لأنها كانت الشيء الوحيد الذي طرأ على روتيني اليومي، ومنذ ذلك الوقت لم يعد الألم بتاتاً.
الرجوع إلى الطبيعة
بدورها، أكدت المحامية، عالية دشتي، أن التدريبات ساعدتها كثيراً على التركيز، وكيفية السيطرة على الجسم، وخاصة عند الإحساس بالكسل والوهن، وعلى سبيل المثال هناك مقولة لابن سينا: "من يرد أن يصلح نفسه ويعالجها لابد أن يعرف عيوبه"، ونحن أحياناً يأخذنا الغرور، ولا نريد أن نتعرف على عيوبنا، وبعد أن مارست اليوغا استطعت التعرف على عيوبي، وزادت ثقتي بنفسي، تعلمت كذلك حب الطبيعة، لأن أغلب حركات اليوغا مأخوذة من الطبيعة، والإنسان لكي يقوم نفسه لابد له من الرجوع للطبيعة وأن يوطد علاقته بها.
من جانبها تقول أمينة أشكناني، التي نصحها طبيبها بممارسة اليوغا: لقد زادت ثقتي بنفسي، وأصبحت نظرتي للحياة أكثر تفاؤلية، وتعلمت أهمية الاسترخاء والسيطرة على الجسد، ولما كنت أعاني من ضيق في التنفس منذ عدة سنوات، نصحني طبيبي بأن أمارس اليوغا، وكانت النتيجة مبهرة عندما شفيت تماماً من ضيق التنفس في فترة قصيرة جداً بعد التحاقي بفصول اليوغا، كنت أعاني كذلك من مشكلات في الأمعاء وشفيت منها، وتحسنت حالتي الصحية بشكل مذهل، وأصبحت أكثر سيطرة على أعصابي، وأصبحت أكثر هدوءاً، وكل هذا حدث بعد 6 جلسات يوغا فقط.
الصفاء الذهني
الطالبة بكلية العلوم، جامعة الكويت، ترابيا العيدان، تقول: لم أتصور يوماً أنني أستطيع أن أحقق مرونة عالية في عضلات بدني، حيث استطعت أن أسيطر على عضلات بدني حتى أجعلها تحت أمري، وليس تحت أمر الخوف، والغريب أنني لم أكن أميل لليوغا، ولكن لأنني كنت أمارس البيلاتس فقد اعتبرت اليوغا الخطوة التالية للحفاظ على اللياقة، حيث تعلمت الكثير من المهارات، مثل كيفية التنفس لكي أحصل على الصفاء الذهني وأنشط الدورة الدموية.
من جانبها، قالت إيمان بهبهاني، إنها اجتازت دورتين في اليوغا، وأكدت أنها بعد التأثيرات الإيجابية التي لمستها في المستوى الأول، فإنها التحقت بالمستوى الثاني، وكانت من أهم الإيجابيات التي شعرت بها بعد ممارسة اليوغا، النوم العميق والتخلص من الأرق، والتأثير الإيجابي الكبير على الصحة العامة والحالة النفسية.
.. وللرجال نصيب
كما التقينا بالفنان التشكيلي عادل المشعل، الذي أكد أنه فقد من وزنه 7 كيلوغرامات بعد ممارسته لليوغا، وقال: ازداد وزني في الفترة الأخيرة كثيراً، بسبب جلوسي لساعات طويلة في المرسم أمام اللوحات، وأصبحت أعاني من ثقل في الحركة، أعقبها آلام في الظهر، وكانت معاناتي شديدة وخصوصاً أنني مضطر للجلوس ساعات طويلة للرسم، ولم يكن يتوفر لي الوقت للممارسة الرياضة، وعندما التقيت بخبيرة اليوغا حصة الشميمري، نصحتني بممارسة اليوغا، وأرشدتني للطريق الذي ساعدني على التخلص من هذه الآلام، وكانت المفاجأة عندما فقدت من وزني 7 كيلوغرامات واختفت آلام الظهر تماماً.
رياضة وقائية
ولمعرفة أسرار اليوغا، والاطلاع عليها عن كثب، ومعرفة أثرها في إضفاء الآثار الإيجابية على صحة الإنسان، التقينا بخبيرة اليوغا، والأمينة العامة للاتحاد الدولي لليوغا، الكويتية حصة الشميمري، التي أكدت أن اليوغا علاج ووقاية أيضاً، قائلة إنه من السهل أن يكون الإنسان كاملاً، قوياً، سعيداً، أو أن يكون ناقصاً، ضعيفاً، حزيناً، وهذا كله باختيار الشخص نفسه، ومن يعمل بنصائح اليوغا يضمن حياة بيولوجية محكمة مضبوطة، واليوغا هي رياضة قديمة، بدأت منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، في الهند، عند طبقة الأمراء والشرائح الحاكمة، ونتيجة لمتاعب أمور الحكم وإدارة المجتمعات والمشاغل السياسية، تولدت لديهم حاجة إلى الاسترخاء، والحصول على نوع من التوازن الروحي، وبدأوا يبحثون عمن يدربهم ويرشدهم إلى ممارسة تمارين التأمل، فنشأت أول أنواع اليوغا، وهي "الراجا يوغا، وانتشرت في أوساط الطبقات الأرستقراطية، وبعدها تشعبت وتفرعت، وأصبح لليوغا مدارس وأنماط وأساليب مختلفة، منها ما يخص الناس الذين يرغبون في العزلة، ومنها ما يخص الذين يعانون أوجاعاً جسدية، وحتى هناك يوغا خاصة للسجناء لإضفاء عوالم أخرى غير التي يعيشونها في سجونهم، فهناك على سبيل المثال الأشتانغا يوغا، وهي تخص الشرائح التي تهتم في الرياضة الجسدية، وهناك الكونداليني يوغا، وهي تخص المراهقين، كفئة عمرية، وغيرها الكثير.
وتؤكد الشميمري، أن عشر دقائق فقط يومياً كفيلة بأن تجعلنا نتمتع بالشباب والصحة والجمال، بسبب زيادة الكفاءة في الأعضاء والغدد، من جراء أوضاع اليوغا الخاصة بالوجه. حيث إن تمارين شد الوجه الطبيعية تخلص الوجه من الخطوط التي تغزوها عند التقدم في العمر، وتنظف الجلد من الداخل والخارج، ليصبح نقياً وناعماً ومشرقاً، ومليئاً بالصحة والحيوية، وبعيداً عن الجراحة التجميلية التي تعطي مظهراً خارجياً فقط للشباب بإزالة التجاعيد من الوجه، وتجعله يبدو كقناع مشدود ميت وخال من الحيوية. أما يوغا الوجه فهي تعطي الشباب الفعلي الذي ينبع من الداخل، ويكون واضحاً للآخرين، يستشفونه من العيون المشرقة.
سر اليوغا
تبين الشميمري أن التدليك في منطقة الغدة الدرقية بطريقة يوغية معينة، يساعد على التوصل إلى الوزن المناسب، لأن الغدة الدرقية تقع إلى جانبي القصبة الهوائية، ويعاني الكثير من الناس من خمولها، التي يرافقها زيادة في الوزن، وضعف الدورة الدموية، وجفاف الجلد وتشققه، بالإضافة إلى الإحباط والعصبية، وضعف الذاكرة، ومشكلات الطمث. وتشير إلى أن سر فعالية اليوغا تكمن في "البرانا" والتي تعتبر قوة حيوية فعالة مشبعة في الأثير، موجودة في الهواء والطعام والشراب، وهي معروفة بأنها القوة المغناطيسية التي تستخدم في بعض الأحيان في الطب، أو تعرف بأنها أنواع الكهرباء المشحونة في الجو، وبالحرارة التي نحس بها، والنور الذي نراه، وعند تمكن الإنسان من استخدامها باليوغا، يستطيع الجسم أن يعالج نفسه.
وتفيد الشميمري، إلى أن خبراء اليوغا يصفون تكاثر الخلايا العشوائي نتيجة الإصابة بالسرطان، مثل الإنسان المخبول، الذي ذهبت طاقته نتيجة الاضطرابات الداخلية، لذلك فإن الطريقة الوحيدة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، تكمن في إزالة هذا الاضطراب، بالتركيز على الطاقة العقلية، بالإضافة إلى تمارين خاصة معينة تؤثر تأثيراً فعالاً على العقل الباطن، تدفعه لتعزيز جهاز المناعة ومحاربة السرطان بعينه، ومن المعروف أن خوف مريض السرطان وانهيار معنوياته، يؤديان إلى تدهور حالته الصحية، وبذلك يخسر الحرب قبل أن يخوض فيها.
واليوغا مفيدة في علاج العديد من الأمراض الشائعة، مثل الربو والسكر وقصور القلب وآلام أسفل الظهر، كما أنها تقاوم التجاعيد وتقاوم الشيخوخة وغيرها الكثير. وتقول الشميمري أن اليوغا لا تعتمد على استخدام أي أدوية، ولكنها نظام ينظم طاقة الجسم ويربطها بالطاقة الكونية، وهي تعمل على إعادة التوازن الطبيعي للجسم، ليتمكن من مقاومة الأمراض بنفسه، لذلك لم ألمس أي اعتراض من جانب الأطباء على عمل اليوغا، بل إن المريض الذي عالجته من الربو جاء إلي بناء على نصيحة طبيب.