يبقى للحديث ب ية
وكأنني رأيت في منامي انه قد زارني وامسك يدي ...لا بد انها من اماني بان ياتي ويزورني
بعد ايام خرجت من المستشفى مكثت في البيت عدة ايام ثم عدت الى الكلية وكان العام الدراسي قد اوشك على الانتهاء كان كل اهتمامي ان احافظ على مستواي الدراسي وان لا يتأثر لانني في السنه النهائية
ما عدت اتصل به ولا اعلم عنه اي اخبار غير انه اتصل بي مرة وكنت في صاله بيت اقرأ رواية لنجيب محفوظ عندما رن الهاتف وكان هو بعد ان تبادلنا السلام عاتبني قائلا
لماذا ماعدت تسئلين عني
سكت انا بطبعي لا اعرف ان اجيب احد
يعني ...انت ..
ماذا ..نستيني
انت لم تسال عني اثناء مرضي
من قال لك ذلك لقد اتيت
لم اراك
لانك كنت نائمة
سكت ايضا فشعر بعدم تصديقي له
حسنا هل رايت باقة ورد كاردينيا
نعم واستغربتها لاننا في الشتاء انذاك
هذه انا الذي اتيت بها
سكت قليلا ثم قلت
لقد كانت رقيقة
حسنا الم تسمعي رنه الهاتف يوميا الساعة الرابعة والنصف مساءا من كل يوم
نعم
هذا انا ايضا .....
سيدي
يخفق قلبي عندما تتكلم لا ادري لماذا افتح اذني جيدا لاستمع لكل كلمة وكل حرف تقوله لي اشعر ان العالم يخرج من بين شفتيك ...صادق انت بكل كلمة وكل معنى ..رقيق انت بكل تصرف تتصرفه ...هادئ انت رغم تعصيبك علي في مرة سابقة ...كم احب فيك عقلك رجاحته ...وثقافتك الواسعة حتى انني في كل مرة انوي ان احدثك كنت اقرأ جرائد الصباح وبعض المعلومات العامة من الموسوعة رغم انني قارئة جيدة للروايات لاتهيئ لكل نقاش وكل كلمة قد تطرحها فلا ابدو غبية اثناء الحوار او جاهلة قلت لي مرة
ماذا تقراين الان
حكايات حارتنا
لنجيب محفوظ
اها
ماذا فهمت منها
لقد شدتني كثيرا ولكن
ماذا
يبدو انه يتسلسل بالخليقة منذ ان انشأت
كيف
فيها .....
لاتخافي تكلمي ...فيها تطاول على الذات الالهية
نعم نعم
لاجل ذلك اهدر دم نجيب وتعرض لعملية اغتيال
ابسبب هذه الرواية
نعم
لكنها جميلة جدا
اسمعي ياحلوتي اقرأي لنجيب محفوظ لكن حاولي ان لا تتأثري كثيرا بافكاره
وراح يسرد لي مالذي يجب ولا يجب وانا ...انا سعيدة به ببحر معلوماته
اردت مرة ان اتفوق عليه بنقاشه ان اشعره بثقافتي فادرت الحديث عن اطروحة تخرجي فسالني عنها بهدؤ فاجبته وقد نفشت ريشي
ابهذا المجال ستتخصين
نعم ...اتدري انها المرة الاولى التي تمنح جامعة بغداد شهادة بكالوريوس بهذا التخصص وان بغداد والقاهرة فقط الاتي تدرس هذا المجال
قال بكل هدوء
اوليس هي التي تتم صنعتها بكذا وكذا
زفرت مافي صدري وضحكت لقد اعطاني مادرسته خلال اربع سنوات بكلمتين وقلت له
سيدي الا تترك لي شيئا اتفوق عليك به
ومن قال لك انك لم تتفوقي علي باشياء لا شيئ واحد
جمالك رقتك اخلاقك الرائعة كتابتك للخواطر التي لا اعرفها ثم انك تستطيعين ان تعبري عن نفسك وهذا فن صعب المراس وتستطيعين مواجهة الجمهور بالقائك للقصائد والذي لو ذبحتني ما فعلتها
سيدي
مياس ؟
الاتلاحظين شيئ
ماذا
اننا منذ عرفتك منذ ثلاث سنوات لم تنطقي اسمي بل تتعمدين عندما تناديني بسيدي ...الا تعرفين اسمي
بل اعرفه
لماذا اذن
سكت قليلا ثم قلت بحياء واضح
اني لا خجل اناديك باسمك
ضحك
ما اسمي يا مياس
قلت كطفلة خجلة ..بريئة وبصوت غنج لم اتعمده والله
خلاص
مياس حبيبي
خلاص
سمعت صوت نفثه لدخان سكائره بقوة
اتعلمين لو انك عندي الان ماذا قد فعلت بك
ماذا
ماتركت جزء من جسمك الا و.....
نزار اسمك نزار ولقد اتفقنا ان لانتجاوز بحديثنا
سكت ..وسكت انا ايضا لكني ما ازال خجلة منه
قلبي ما زال يخفق كانت المرة الاولى التي اسمع منه كلام خارج عن الحدود ...هل احببت كلامه هذا ...لا ادري ربما حرك مشاعري لكنه اخافني منه كثيرا
اليوم اعلنت نتائج الاختبارات النهائية وكانت نتيجة غير متوقعة رغم اني كنت متأكدة بتفوقي عدت الى البيت باكية كان اول صوت اسمعه صوته
مياس حبيبي مبارك
شكرا ما ادراك
ضحك ثم شعر ببكائي
ارجوك لاتبكي
لماذا فعلو بي هكذا الانني لم انضم الى حزبهم الحاكم
صه صه لاتتكلمي هكذا ارجوك
لقد قدمت اطروحة تخرج لم يقدم مثلها من قبل ...شهرا كامل واساتذه الكلية يتحدثون بها
حبيبي اهدأي
وعلاماتي حتى الشهر الاخير تؤكد انني الاولى
مياس
باي ذنب باي ذنب كل ذنبي انني ان منافسي الغبي الذي لايفقه شيئا يعمل مصورا خاصا لاحدابناء المسؤولين
اجهشت بالبكاء
مياس كفى ياحبيبتي كفى
وضعت سماعة الهاتف جانبا وبدأت ابكي بصوت مرتفع
مياس
مياس
ما اصعب شعور الظلم اسبوع وانا لم اشعر بالحياة حولي حتى جاء ابي وجلس جانبي
ها ما مشاريعك
نظرت اليه دامعة الطرف والفؤاد رميت براسي الى صدره
بابا لم فعلو بي هكذا
يا ابنتي انسي ...انتهينا ماكان هدفك قبل التخرج
ادرس ماجستير
هو لك
نظرت اليه فاكمل مبتسما
كلمت خالك مهند في امريكا ان يقدم لك باحد جامعاتها على ان تعيشي في بيت جدك هناك
احتظنته مقبلة خديه ويديه احبك يا ابي احبك
ويبقى للحديث بقية